كوردستريت || بيانات سياسية
قضايا عديدة تشغل المجتمع الدولي في هذه المرحلة الهامة، بالإضافة إلى الأزمة السورية، هناك الأزمة الأوكرانية بين روسيا ودول الغرب ولاسيما دول حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” هذه الأزمة تؤرق روسيا بشكل أساسي في خشية من انضمام أوكرانيا مستقبلاً إلى هذا الحلف ما يجعل قواته على حدودها بشكل مباشر، في حين تمارس روسيا شكلاً من التهديد على سيادة الدولة الأوكرانية عندما تجري مناورات على حدود هذه الأخيرة.
أما الغرب فلا سبيل له في هذا الشأن حالياً سوى اللجوء إلى العقوبات الاقتصادية، ومع انفجار الوضع في كازاخستان والتدخل الروسي في شأنها ازدادت وتيرة الصراع شدة بينها ” روسيا ” وبين الغرب، كما أن اجتماعات فيينا المتتالية بين إيران ودول الغرب ” 5+ 1 ” أو 4 + 1 عدا أمريكا التي لم تشارك في مفاوضات الملف النووي الإيراني بشكل مباشر حيث وصلت إلى الجولة الثامنة دون التوصل إلى النتائج المرجوّة حتى الآن، رغم الآمال القائمة بالاتجاه الإيجابي مع شروط إيران التعجيزية في هذا الوضع، وعليه تعلن إسرائيل عدم التزامها بأي اتفاق في هذا الصدد، كما أن هناك ملف الصواريخ البالستية لإيران وملف تدخلاتها الإقليمية ..الخ.
أما بشأن الأزمة السورية، فإن المبعوث الدولي إلى سوريا ” السيد غير بيدرسون ” يسعى الى عقد الدورة السابعة للجنة الدستورية وفق برنامج ” خطوة مقابل خطوة ” أي خطوة في مناقشة الدستور مقابل خطوة من الانفتاح الدولي على النظام السوري، الأمر الذي يروق لهذا الأخير لكنه قوبل بالرفض من قبل المعارضة، كون هذا البرنامج يخدم ديمومة النظام وبقائه ” حسب المعارضة ” وبذلك فمازال هذا الأمر قيد المداولة والنقاش، وفي هذا السياق هنالك شكل من المنافسة أو الصراع غير المعلن بين كل من روسيا وأمريكا، حيث الأولى تسعى إلى الحلول الجزئية الداخلية عبر تصالح المكونات مع النظام والعمل على بسط سيطرته على ما أمكن من كامل الأراضي السورية، والتعاون مع تركيا في هذا المجال، في حين ماتزال أمريكا تعلن عن دعمها للحل السياسي الشامل للأزمة السورية وفق القرارات الدولية ولاسيما القرار 2254 ومرجعية وثيقة جنيف1 وتعلن أنها باقية في المنطقة دون ترك مناطق نفوذها ” مناطق شرقي نهر الفرات ” بل تسعى لتعزيزها ..
فيما يتعلق بالمعارضة السورية، هناك مساعٍ جديدة من أجل اجتماع عام شامل في دولة قطر خلال شهر كانون الثاني 2022 لمجمل أطرافها بماهي الائتلاف والمجلس الوطني الكردي و منصتَيْ موسكو والقاهرة وهيئة التنسيق ..الخ، من أجل مراجعة نقدية، ربما يتم إعادة هيكلة المعارضة والبحث عن أسلوب جديد في العمل دون هيمنة طرف بعينه عليها.
تركيا، تتوافق مع روسيا وحتى النظام السوري ليس على حل الأزمة السورية بل خدمة لأجنداتها وما تتذرع به من أمنها القومي أو الحدودي، يتجلى ذلك في قصفها المستمر على المناطق الآهلة بالسكان في القرى والبلدات والمدن المتاخمة لحدودها، بغية دفع تعزيز دور النظام السوري على حساب تلك المناطق وبالتالي فسح المجال للنظام وروسيا لبسط السيطرة على تلك المناطق، ومن ثم محاولة نزع الحجة من البقاء الأمريكي في تلك المناطق، لكن جانب هذا الأخير مازال وحسب إعلامه عازماً على البقاء في مناطق شرقي نهر الفرات مع تعزيز دوره فيها كما ذكرنا..
إيران، ورغم الصعوبات الدولية، تسعى إلى تعزيز التواصُل مع حلفائها الإقليميين عبر سبل وأساليب مختلفة وخصوصاً المتعلق بإحكام جانب الهلال الشيعي، ومن ثم تعزيز دورها في كل من سوريا واليمن بعد تقلص ذاك الدور في العراق مؤخراً بنتيجة الانتخابات البرلمانية، هذا الى جانب قمعها بقوة لدرجة التنكيل للاعتصامات والاحتجاجات والإعدامات والاعتقالات، دون أن تولي الاهتمام للجانب المالي والاقتصادي ولحالة الفقر المدقع التي تعيشها الجماهير الشعبية في عموم البلاد، وعلى العموم فإن جملة هذه الحالة والأزمات المستعصية الداخلية والدولية ستضع مستقبل إيران على المحك ومصيرها ..
العراق، يتجه نحو التأسيس لتحالف الكتل والأحزاب الأكثر فوزاً بدل حالة التوافق بين مجموع الكتل والأحزاب البرلمانية التي كانت تساهم في المزيد من الأزمات والصعوبات أمام الحكومات المتعاقبة، كما أن الحالة الجديدة قد تخلق معارضة داخل قبة البرلمان ربما تساهم في المزيد من المراقبة على أداء الحكومة والرئاسات الثلاث وكذلك مراقبة الفساد المالي والاداري بغية فضحه ومن ثم معالجته، وقد تنبثق عن الحالة الجديدة حكومة قوية ذات كفاءات وإمكانات مناسبة تعمل لتصحيح الأخطاء وتقويمها ولديها القدرة على تذليل العراقيل والعقبات التي تحد من تطوير العراق وتقدمه وخصوصاً في الجانب الأمني والاقتصادي، فضلاً عن حل قضايا الخلاف مع حكومة إقليم كوردستان بما هي مسألة النفط والغاز وموضوع الموازنة العامة للدولة وتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي بخصوص المناطق الكوردستانية غير الخاضعة لإدارة اقليم كوردستان، مناطق ما تسمى ” المتنازع عليها ..
إقليم كوردستان، تسعى قيادة الإقليم للقيام بدور ايجابي فاعل على مستوى العراق، بهدف خدمة البلاد ودون أن يكون الإقليم جزءاً من مشاكل العراق بل يكون له دور حميد في حل تلك المشاكل، وبما يخدم تطور العراق وتقدمه، وعلى الصعيد الكوردستاني أيضاً، تسعى القيادة الى ترتيب وضع الإقليم الداخلي وبذل الجهود بحكمة من أجل أن تكون الكتلة الكوردستانية موحدة في بغداد، وأن تمارس حقها المشروع في المشاركة الفاعلة في عملية انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة المنتظرة، كما لها أن تضمن حقها في حل قضايا الخلاف مع الحكومة الاتحادية في بغداد وفق ما ذكر أعلاه، ويبدو أن قيادة الإقليم ولاسيما الحزب الديمقراطي الكوردستاني تتصرف بحكمة واتزان ..
كوردستان الغربية، تزداد معاناة الجماهير يوماً بعد آخر، نتيجة الأزمات المركبة، اجتماعياً واقتصادياً ولاسيما الجانب المعيشي نتيجة الغلاء الفاحش بسبب الفرق الشاسع بين أسعار المواد الاستهلاكية المتزايدة وتدنّي القدرة الشرائية لدى شرائح اجتماعية واسعة بسبب قلة الأجور وتفشّي البطالة بشكل واسع، هذا الى جانب فقدان بعض السلع الأساسية ورداءة بعضها ولاسيما الخبز، ومن الجدير ذكره أن إغلاق معبر بيشابور سيمالكا الحدودي بين إقليم كوردستان وكوردستان الغربية من يوم 15 كانون الأول 2021 بسبب انتهاكات منظمة ما تسمى ” جواني شورش كر ” وهجومها الفظ بالحجارة والمولوتوف والاعتداء السافر على العناصر والعاملين في المعبر من جانب الإقليم، إغلاق المعبر زاد من معاناة الجماهير في عموم المناطق وعلى عموم المكوّنات المتعايشة، هذا إلى جانب المعاناة المركبة لمناطق : ” عفرين، سري كانييه، گريسپي ” بسبب الانتهاكات المستمرة للقوى المسيطرة على تلك المناطق وتعرّضها للقصف المستمر من جانب الدولة التركية ..
فيما يتعلق، بموضوع المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي و أحزاب الوحدة الوطنية، فلاتزال متوقفة بسبب الانتهاكات المتوالية لـ ” ب ي د ” أو المنظمات التابعة له وخروقاته لوثيقة المبادئ التي تم التوقيع عليها من الجانب الأمريكي وقيادة ” قسد ” ولعل الجانب الأمريكي بصورة الوضع بشكل كامل ..
ختاماً، مع حلول العام الجديد 2022 كل عام والجميع بألف خير..
المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
قامشلو 11 / 1 / 2022