هدى جاسم، وكالات (بغداد)
كوردستريت / أعلنت السلطات العراقية أمس أنها وضعت خطة أمنية جديدة لحماية بغداد من أي هجوم محتمل لتنظيم «داعش» فيما واصلت القوات العراقية فرارها أمام مسلحي التنظيم وأصبحت محافظة ديالى مسرحاً لحرب طائفية بعدما دخلتها وقوات أمن إقليم كردستان «البيشمركة» وميلشيا «عصائب أهل الحق» المنشقة عن «التيار الصدري» للدفاع عنها وسط أنباء متضاربة عن احتلال التنظيم مدينتين فيها، في حين أدى القتال إلى نزوح مئات الآلاف من أهالي محافظتي نينوى وصلاح الدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن «وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد، مضيفاً «اليوم الوضع استثنائي وأي عملية تراخ قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد، ويجب أن يكون هناك استعداد».
وذكر أن الخطة تشمل تكثيف انتشار قوات الأمن وتفعيل الجهد الاستخباراتي وزيادة استخدام التقنية مثل البالونات الحرارية والكاميرات والأجهزة الأخرى، اضافة الى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات أخرى، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين. وسئل عن إمكانية استقدام قوات من أماكن اخرى، فقال «القوة الموجودة في بغداد كافية، ولكن هناك رغبة في الشارع للتطوع استعداداً لأي هجوم محتمل.
كما وانتشرت قوات الأمن منذ مساء أمس الأول في جميع شوارع بغداد مع تعزيزات عسكرية مكثفة حول «المنطقة الخضراء» شديدة التحصين وسطها والتي تم تعزيزها بسور إسمنتي جديد، وقال مصدر أمني إن قوات الجيش والشرطة والأمن فرضت إجراءات أمنية مشددة في أنحاء بغداد وكثفت من وجودها حول «المنطقة الخضراء».
كما اعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته الثانية نوري المالكي انطلاق عملية لتحرير المدن التي يسيطر عليها «داعش». وقال، في بيان أصدره في بغداد، إن« قواتنا الباسلة استعادت المبادرة وبدأت عملها لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الإرهابيين»
وأضاف «العراق يمر الآن بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده وتسعى لجعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والإرهاب». وتابع «إن أُمة تمتلك كل هذا التاريخ العظيم وشعبا ورث كل هذه الحضارات واحتضن كل هذه المقدسات لايمكن ان يخضع لسيطرة مجموعات من الظلاميين والتكفيريين الذين لايفقهون إلا مهنة القتل والتكفير».
وذكرت مصادر في حكومة ديالى أن قوات الجيش والشرطة انسحبت من مدن وبلدات وقرى المحافظة قبل وصول عناصر التنظيمات المسلحة الى مدن جلولاء والسعدية والمقدادية وناحية شهربان. وأبلغت «الاتحاد» في بغداد عبر الهاتف بأن ميليشيا «عصائب أهل الحق» انتشرت بشكل مكثف في المحافظة واتخذت مواقعها في نقاط تفتيش كانت تشغلها تلك القوات وبدأت معارك واشتباكات مع مسلحي «داعش» ومسلحين محليين. وأكدت المصادر أن جميع المسؤولين بمن فيهم المحافظ قد تركوا مكاتبهم ورحلوا الى جهات غير معروفة.
وبعدما اعترفت مصادر أمنية بأن مسلحي «داعش» سيطروا على السعدية وجلولاء وقرى حول جبال حمرين، صرح مصدر أمنى بأن فوجاً قتالياً من قوات «البيشمركة» وصل إلى جلولاء كتعزيزات إضافية لحماية الدوائر الرسمية، فيما باشرت الميليشيا الكردية ذاتها إعداد خطط بديلة للسيطرة عليها بشكل كامل. وأضاف أنها صدت هجوماً للتنظيم بقذائف الهاون غرب المدينة وأرغمت المسلحين على الفرار، وفرضت إجراءات امنية محكمة لحمايتها من اي تهديدات. كما ذكر نائب محافظ ديالى فرات التميمي أن «البشمركة» استعادت السيطرة على السعدية و12 قرية حول جلولاء احتلها «داعش» بعد اشتباكات مع قوات الجيش والشرطة.
وتعد السعدية وجلولاء من الوحدات الإدارية المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، حيث يقطنهما خليط من العرب والأكراد والتركمان.
وذكر مصدر مسؤول في المقدادية أن مسلحي «داعش» موجودون في قرى منطقتي حنبس وسنسل، حيث يدعون الأهالي إلى الانضمام لهم، إلا أن العشائر رفضت ذلك وأعلنت تصديها لأي محاولات لزعزعة الأمن.
وقال قائد «عمليات دجلة» الفريق الركن عبد الأمير الزيدي إن قواته أحبطت 3 هجمات لمسلحي «داعش» في جلولاء والعظيم والمقدادية وقتلت 18 مسلحاً، بينهم قيادات، ودمرت 5 عربات كانت تحمل أعتدة وأسلحة.
وذكرت مصادر أمنية أن عبوة ناسفة انفجرت في الحي العسكري شمال شرقي بعقوبة، ما أدى الى مقتل 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين بجروح، وأسفر هجومان شنهما مسلحو «داعش» على نقطة تفتيش لقوات الجيش في قرية الزور شمال شرق المدينة ومعسكر قرب المقدادية عن مقتل 4 جنود وجرح 9 آخرين.
وفي محافظة صلاح الدين، قال شهود عيان في مدينة الدور الواقعة بين تكريت وسامراء إن «داعش» أرسل تعزيزات كبيرة الى محيط سامراء حيث توجهت نحوها أعداد كبيرة من السيارات المحملة بمسلحين قبيل هجوم محتمل على المدينة. وذكر أحد شيوخ عشائر سامراء، أن المسلحين من القوات الأمنية خرجت من دون قتال ووعدوا بألا يمسوا مرقد الإمامين العسكريين علي الهادي وابنه الحسن العسكري فيها وطلبوا من شيوخ العشائر ان يشكلوا قوة تحمي المرقد والأهالي، ولكن القوات الأمنية والعسكرية رفضت ذلك.
وقال مسؤولون محليون وشهود عيان إن طائرات مروحية عراقية أطلقت صواريخ على أحد المساجد الكبرى في تكريت ولم يتضح فوراً ما إذا كانت الضربات الجوية قد أدت إلى سقوط قتلى أو جرحى.
وذكرت مصادر أمنية أن مسلحي «داعش» هاجموا رتلا للجيش العراقي في بلدة الاسحاقي جنوب تكريت، ما أدى إلى مقتل 10 جنود
إلى ذلك صرح مصدر في شرطة محافظة الانبار بأن ضباط وجنود شرطة حرس الحدود والجمارك انسحبوا من مقري قيادتيهم غربي الرمادي، بعد تعرضهما لهجوم بأسلحة رشاشة.
وقال قائد «قيادة عمليات الأنبار» الفريق رشيد فليح إن «قواته قتلت مجموعة قناصين في منطقة الحميرة، ونصبت كميناً للإرهابيين وقتلت أعداداً كبيرة منهم بعد محاولتهم التقرب لإخلاء قتلاهم في مناطق السجر وذراع دجلة والكرمة والهيتاويين وإبراهيم بن علي قرب الرمادي والفلوجة.
وذكرت مصادر أمنية في محافظة بابل أن قوات الجيش العراقي شنت اليوم عملية أمنية واسعة في جرف الصخر شمال الحلة أسفرت عن مقتل 15 من «داعش».
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية فتح معسكرات جديدة لإيواء قوات الجيش الهاربة من محافظتي نينوى وكركوك. وقالت في بيان عسكري «بغرض الرد الحاسم على ما حدث في الموصل وكركوك تم فتح معسكرات لإيواء المنسحبين من القوات المسلحة في لواء المشاة الخامس في منطقة الخازر وفي سنجار وفي قاعدة بلد وفي كلية القوة الجوية قاعدة سبايكر وفي قيادة عمليات دجلة».
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية في بيان أصدرته في جنيف أن 500 ألف مدني فروا من المعارك في الموصل كما نزح 40 ألف شخص من تكريت وسامراء بسبب المعارك أيضاً. وتوقعت ارتفاع عدد النازحين، موضحة أنها تحتاج بسرعة إلى 15 مليون دولار لشراء وتوزيع مواد إغاثية غير غذائية و5 آلاف خيمة وتطبيق برنامج لتحديد وتقييم حاجات النازحين.
وفي غضون ذلك، أبلغت مصادر في الموصل وتكريت «الاتحاد» بأن مجلساً عشائرياً يسمى «المجلس العسكري للثوار» وتنظيم «داعش» نصبا أمس واليين لصلاح الدين ونينوى وأوضحت أن جناح نائب رئيس النظام العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري في المجلس أعلن من خلال جامع في الموصل وآخر في تكريت أن الضابط في الجيش العراقي السابق هاشم الجماس سيكون والياً لنينوى وسيكون زميلة أحمد عبدالرشيد والياً لصلاح الدين.
وحذر «داعش »، في منشور وزعه في الموصل، جميع التنظيمات المسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرته من «شق عصا الجماعة» وأعلن أنه سيطمس القبور والمزارات «الشركية» في العراق، كما منع «تجارة الدخان والخمور»، كما طالب نساء نينوى بالتزام «الحشمة والستر وعدم الخروج من المنازل».