كوردستريت|| بيانات سياسية
// بيان //
بمناسبة مرور 48 عاماً على مشروع الحزام العربي!
أصدرت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في الرابع والعشرين من حزيران لعام 1974 قراراً ذو الرقم 521 الذي استهدف الشعب الكوردي وشكل تهديداً صارخاً ، لم يقل خطورة على الهوية الوطنية و مستقبل سوريا عن القرارات التي اتخذت بحق تاريخ سوريا الحديثة بدءاً بقرار الوحدة بين سوريا و مصر وتغيير إسم الجمهورية السورية إلى الجمهورية العربية السورية و تغيير نظام الحكم الذي كان برلمانياً ديمقراطياً إلى النظام الرئاسي وصولاً إلى مشروع الحزام العربي بحجج وذرائع واهية كان الهدف الحقيقي منها ضرب النسيج الإجتماعي السوري والهوية السورية الوليدة التي كانت في طريقها إلى التشكل بعيداً عن التعصب والشوفينية
هذا القرار الذي استند أساساً إلى دراسة أعدها سيء الصيت ” محمد طلب هلال ” رئيس شعبة الأمن السياسي آنذاك بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1963 بعنوان “دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية، الإجتماعية، السياسية”. والذي تم بموجبه الاستيلاء على أراضي الفلاحين الكورد على امتداد 300 – 375 كم وبعمق 10- 15 كم وتوزيعها على عائلات عربية استقدمت من مناطق الرقة بحجة غمر أراضيهم من قبل سد الفرات ولم يقتصر هذا الإجراء الذي تنافى مع أبسط القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية بمصادرة أراضي وأملاك أبناء شعبنا الكوردي فقط ، بل أثبتت الوقائع التاريخية فيما بعد أن تلك القرارات كانت سياسية ممنهجة اعتمدها نظام البعث الشوفيني وكان الهدف الحقيقي منها طمس الهوية الكردية وصهر الكورد في بوتقة القومية العربية، وتجلت تلك السياسة بوضوح في قمع الحركة السياسية الكردية وملاحقة واعتقال العديد من كوادرها وتغيير الأسماء الكردية التاريخية لمئات القرى والبلدات والتلال والمواقع الأثرية واستبدالها بأسماء عربية، ومحاولة حرمان الكورد من التحدث بلغتهم الأم .
لقد وقف حزبنا منذ صدور هذا المشروع العنصري وبصلابة في وجه تلك الإجراءات مؤكداً بأنها لاتخدم الهوية الوطنية وحذرت من أن محاولات طمس الهوية الكردية بدلاً من الإعتراف بها سيبقي النسيج الوطني ممزقاً. واليوم في الوقت الذي يجدد فيه البارتي تأكيده بأن الطريق إلى سوريا الحديثة لابد ان يمر من خلال إزالة جميع رواسب هذا النظام الاستبدادي وعلى رأسها مشروع طلب الهلال العنصري
فانه يرى أن محاولات بعض القوى الشوفينية مازالت مستمرة لضرب النسيج الوطني وإيجاد الشروخ بين مكونات الشعب السوري مؤكداً إن وعي الشعب الكوردي وتجربته مع قوى الاستبداد والشمولية ستكون قادرة على إفشال تلك المخططات العنصرية وأن بناء الهوية الوطنية ينطلق أساساً من إلغاء جميع الممارسات والإجراءات العنصرية التي استهدفت هذه الشراكة بدءاً من إستعادة إسم الدولة السورية لتكون دولة لجميع مكوناتها وإلغاء إجراءات الصهر والتعريب التي مورست بحق المكون الكوردي وصولا إلى سوريا جديدة متصالحة من نفسها ومع تاريخها , وأن هذه المشاريع والإجراءات ستزول مهما حدث وستبقى وصمة عار على جبين منفذيها وشاهداً على الغبن التاريخي بحق أبناء شعبنا الكوردي عبر سنوات الاستبداد التي عاشتها سوريا .
اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي).
قامشلو
24-6-2022