اهتزت مدينة قامشلو مؤخرا على وقع انفجارات ارهابية استهدفتها بعض الجماعات التكفيرية المختبئة تحت راية اظهار الحق ومحاربة النظام واعوانه وتشريع حكم الله فيها .
وكأن القاطنين في قامشلو من اتباع بني قريش او ابا لهب متناسين ان معظم القاطنين فيها هم من المسلمين او المؤمنين اما البقية فهم من السالمين والراغبين بالعيش المشترك الهادئ وكلاهم قد حرم الله دمهم وتعد جريمة كبرى في حال ارتكابها وقد وعد الله مرتكبها بالجهنم والعذاب الاليم كما ورد في الاية الكريمة
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93]
ولكن وبالعودة الى اسباب الحادثة ومسؤوليها فقد يكون لقيادات الاحزاب الكردية نصيب منها فهم من حولوا المدن الكردية الى مساحة فراغ متاحة لكل ذي نفس ضعيفة بالتوجه اليها وتهديد السلم الاهلي فيها فمنذ ولادة المجلس الكردي في 26 اكتوبر عام 2011 ومنها الهيئة الكردية العليا في 11 يونيو عام 2012 ثم ولادة الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي في ديسمبر عام 2012 , والتي كانت الغاية منها توحيد الصف الكردي وتحقيق مطالبه ولكن سرعان ما كشف انها لم تكن سوى شعارات براقة اختبئت تحتها الديماغوجية والاستغلالية وسلب المعونات الممنوحة للمواطنين فلم يكد الخلاف ينتهي بينها حتى اللحظة سواء كان على توزيع المناصب او التحكم بالقرار والتفرد بمطالب الشباب المتظاهرين اللذين كانوا هم وقود الثورة في المدن الكردية بل ظل القرار مرهونا بسياسة هولير والسليمانية او قنديل وغلبت المصالح الاقليمية الكردية على مصلحة الشعب الكردي السوري الراغب او الحالم بالامان ولقمة العيش الكريمة وقد سيطرت هذه الخلافات على الاهداف السامية للكرد السوريين وبالتالي اثرت سلبا على الاجتماعات اللامنتهية المدارة بين التكتلات التي كانت يفترض ان تخصص في اجتماعاتها الوقت الاكثر لمسألة الامن والامان في المناطق الكردية وتأمين لقمة عيش الكردي وكيفية حل مشكلة هجرة الالاف الى اقليم كردستان واسباب نزوحهم وكيفية رجوعهم الى منازلهم كي لا تبقى عرضة لذوي النفوس الضعيفة الا ان معظم هذه الامور ظلت محبوسة في حقائبهم وحلت معضلة التمثيل في جنيف 2 او الائتلاف الوطني او هيئة التنسيق محلها كي تنشغل تلك القيادات بحرب التخوين فيما بينهم حتى بقيت قامشلو وحيدة في مواجهة مدافع الارهابيين وقنابلهم وسياراتهم المفخخة التي كستها بيانات الاحزاب الكردية ورقعت اخطائها مجددا كما سابقاتها .
فمن يجب ان يلام اولا داعش ام تلك القيادات ؟
فيس بوك