قالت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية اليوم الجمعة، أن أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف التي اجتمعت أمس وقبله في إسطنبول، قد وافقت على انضمام المجلس الكردي إلى الائتلاف بغالبية 18 صوتا مقابل صوت واحد للمعارض كمال اللبواني الذي صوت منفردا ضده.
و كان اليوم الثاني والأخير لاجتماع الائتلاف مخصصاً لمناقشة انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف، بناء على اتفاق جرى بين المجلس والائتلاف في وقت سابق يدخل المكون الكردي الأكبر لأول مرة تحت سقف الكيان الجامع للمعارضة السورية، خصوصا بعد الخلافات التي طبعت الاجتماعات السابقة حيث كان يحضر وفد المجلس كل اجتماعات المعارضة ثم ما يلبث أن يعلن انسحابه لعدم موافقة الأعضاء على الاعتراف بـ«خصوصية» لأكراد سوريا.
واتهم اللبواني أعضاء الائتلاف ورئيسه أحمد الجربا، بالخضوع للإملاءات الأميركية في ما يخص مسألة الاتفاق على انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف المعارض. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني الكردي يطالب بحق الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كشعب، أي مجموعة سكان تقطن على مساحة جغرافية محددة لها حق تقرير المصير، مما سيمهد لسيناريو الانفصال عن الوطن الأم سوريا. وقال اللبواني إن «الإدارة الأميركية تسعى إلى فرض النظام الفيدرالي على سوريا ومحاولة تقسيم البلاد كما حصل في العراق»، وتحدث عن عدة اتصالات تلقاها من الخارجية الأميركية لدفعه إلى التوقيع على الاتفاقية مع الأكراد.
وبينما أشار اللبواني إلى أن «الاعتراف بالقومية الكردية يختلف عن الاعتراف بالأكراد كشعب له حق تقرير المصير، الأمر الذي قد يؤسس لحرب أهلية بين العرب والأكراد»، لفت إلى أن الائتلاف الوطني «هو هيئة معينة وليست منتخبة، مما يعني أنه غير مخول بالتوقيع على اتفاق من هذا الحجم سيؤثر على مستقبل سوريا».
من جهة أخرى يسمى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» في سوريا اليوم أحمد الطعمة رئيسا للحكومة السورية المؤقتة التي ستدير الأوضاع في الداخل السوري الخاضع لسيطرة قوى المعارضة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعقد الهيئة العامة للائتلاف المكونة من 115 عضوا اجتماعا ليومين يبدأ اليوم بهدف «مناقشة وتداول الاستحقاقات الهامة والمستعجلة على الصعد السياسية والعسكرية، وتدارس الخطط المتعلقة بملفات داخلية باتت هامة وملحة في الفترة الراهنة». كما أفاد بيان صادر عن الائتلاف أمس. وتؤشر الفقرة الأخيرة في البيان إلى موضوع الحكومة الانتقالية التي يفترض أن يسمى رئيس جديد لها بعد استقالة أول من كلف بتشكيلها غسان هيتو في يوليو (تموز) الماضي بعد أشهر من المراوحة وعجزه عن تأليف الحكومة.
وكان الائتلاف الذي تعرض لانتقادات لتأخره في تأليف هذه الحكومة التي كان يفترض بها أن تشكل السلطة الأساسية على الأرض في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، قد استمع الشهر الماضي إلى المرشح الوحيد لرئاسة هذه الحكومة أحمد الطعمة الذي قدم لأعضاء الائتلاف تصوره لهذه الحكومة. ومن المقرر أن يتم اليوم التصويت على تسميته في ختام اليوم الأول من الاجتماع حيث لا يوجد من ينافسه على هذا الموقع. وقال مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن الطعمة بات يمتلك «تصورا كاملا» لحكومته وشكلها، مشيرا إلى أنه سوف يعمد فور تسميته إلى القيام بمشاورات واتصالات يعلن بعدها حكومته، إذ إنه رفض القيام بأي اتصالات ومشاورات قبل تسميته رسميا.
الشرق الأوسط