كوردستريت|| الصحافة
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا بعنوان “كيف أعادت حرب المعلومات المضللة في سوريا تشكيل العالم” للكاتب بورزو دارغاهي، أنه بعد سنوات قليلة من اندلاع الانتفاضة السورية “تمكنت روسيا، الراعي الأقوى لنظام الأسد، من تأمين دعاية مضللة لصالح دمشق. وكان العالم، الغارق في عامين من المعلومات المضللة حول طبيعة الصراع وأصله في سوريا، أكثر استعدادا للامتثال”.
وقال الكاتب إن “الدعاية الفعالة للنظام وحلفائه سمحت بتجاهل قواعد الحرب ولطائرات الميغ الروسية والميليشيات الإيرانية بسحق الانتفاضة السورية في نهاية المطاف”.
وأضاف “لكن الحرب الأهلية السورية وحملة التضليل المصاحبة لها لم تكن سوى نذير تصاعد في حقبة ما بعد الحقيقة التي كانت ستأتي.”
وأشار مقال الإندبندنت إلى أنه “في عام 2014، بعد عام من الهجوم بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية الذي أسفر عن مقتل 1729 شخصا حسب مصادر المعارضة، استخدم الكرملين الخليط نفسه من العنف والتضليل على وسائل التواصل الاجتماعي لغزو أوكرانيا بنجاح، وضم في النهاية جزءا من البلاد.”
واعتبر الكاتب أن “المزج نفسه بين المعلومات المضللة اليمينية المتطرفة الزائفة التي أشعلتها روسيا والشكوك اليسارية الساذجة المستوحاة من الكرملين، أدت إلى تغذية القوى التي قادت بريطانيا إلى التصويت بفارق ضئيل لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2015”.
عشر سنوات على الصراع في سوريا، هل من حل في الأفق؟
وفي أوروبا، رأى دارغاهي أن “الأكاذيب المعادية للمهاجرين والمسلمين التي روجت لها روسيا وجددها حلفاؤها أشعلت حركات اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف المقال في السياق نفسه أن المشروب السام نفسه من المعلومات المضللة اليمينية المدعومة من روسيا والمشاعر الزائفة الحادة من قبل اليسار شجعت عددا كافيا من الناخبين على البقاء في المنزل أو التصويت لمرشحة حزب الخضر جيل شتاين في الولايات الأمريكية الرئيسية، ما سمح لدونالد ترامب بالفوز في انتخابات عام 2016″.
وقال دارغاهي إنه “بحلول الوقت الذي فاز فيه جو بايدن بانتخابات عام 2020، كانت مساحة ما بعد الحقيقة التي شكلتها روسيا ومخدروها في الغرب قد اتخذت حياة خاصة بها. واعتقد المتمردون المخدوعون أن بايدن سرق بطريقة ما واحدة من أكثر الانتخابات شفافية في العالم، وأن ترامب كان البطل في معركة ملحمية ضد عصابة من مصاصي الدماء “، وفقا لنظرية كيو أنون المؤامراتية.
(بي بي سي)