2013-05-17
الشرق الاوسط
شدد الرئيس الأميركي على اتفاقه مع رئيس الوزراء التركي حول ضرورة الدفع لتحقيق عملية انتقالية في سوريا وضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد مع الاستمرار في حشد المجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغط على نظام الأسد ومساعدة المعارضة وتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية.
وقال أوباما خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بحديقة الزهور في البيت الأبيض وتأخر لأكثر من خمسين دقيقة: «الولايات المتحدة ستستمر في مساعدة الدول المضيفة للاجئين السوريين ونعمل مع الأتراك لتوفير الغذاء والمأوى لهم واتفقنا على ضرورة رحيل الأسد والعمل على إقامة سوريا حرة من نظام الأسد وتبعد عن التطرف وتحمي كل الأطياف العرقية».
وفي إجابته على أسئلة الصحافيين حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية والخط الأحمر الذي حدده في تحذيراته للحكومة السورية قال أوباما: «لدينا أدلة مبدئية على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ونحاول الحصول على معلومات موثقة عما يحدث، وعندما نجمع الأدلة سنقدم كل ما لدينا للمجتمع الدولي ومهمتي العمل مع الشركاء الدوليين للبحث عن حل يستهدف استقرار المنطقة وهذا شيء لا تفعله الولايات المتحدة وحدها».
وأضاف أوباما: «بخلاف الأسلحة الكيماوية نعلم أن مئات الآلاف يقتلون وهذا يستدعي تحركا دوليا وما نقوم به هو تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة المعارضة سياسيا وتقديم إمكانات للمعارضة داخل سوريا تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ضد نظام الأسد وحشد المجتمع الدولي للضغط على الأسد، والدفع لإجراء عملية انتقال سياسية».
ورفض الرئيس الأميركي توضيح خطة زمنية لرحيل الأسد. وقال: «نفضل رحيله منذ عامين أو منذ عام أو الشهر الماضي، لأن الأسد فقد شرعيته عندما بدأ في قتل شعبه الذي كان يتظاهر بسلمية ولا توجد وصفة سحرية لكيفية رحيل الأسد والتعامل مع مثل هذا الوضع العنيف في سوريا».
وأشار أوباما إلى أن محادثاته مع رئيس الوزراء التركي ركزت على ثلاثة مجالات هي توسيع مجالات التجارة والاستثمار بين البلدين وقضايا الأمن المشترك ومكافحة الإرهاب إضافة إلى القضايا الإقليمية والوضع السوري.
فيما أوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيستأنف مناقشاته مع الرئيس أوباما حول سوريا موضحا اتفاقهما على ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب السوري ورحيل الأسد ومساندة المعارضة ومنع تحول سوريا إلى ملاذ للإرهاب ومنع استخدام الأسلحة الكيماوية وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين تركيا والولايات المتحدة وبقية الدول حول الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وقال أردوغان: «أريد تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا ولذا سأزور دولا أخرى لنرى كيف يمكن تسريع عملية الانتقال السياسي ومنع قتل مزيد من الضحايا وضمان إقامة عملية ديمقراطية في سوريا تضمن إنهاء الديكتاتورية وبناء الديمقراطية، وهذا ما سنستمر في عمله». وأضاف: «سنبحث خارطة طريق ترتكز على اتفاق جنيف وما بعدها وضرورة ممارسة مجلس الأمن لضغوط وضرورة مشاركة روسيا».
وفي شأن آخر قال أردوغان إنه يعتزم المضي قدما في رحلة مقررة إلى قطاع غزة الشهر المقبل رغم ضغوط من الولايات المتحدة لتأخيرها.
وقال أردوغان «أنا أعطي أهمية كبيرة لتلك الزيارة فيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط». وأضاف أنه يعتزم أيضا زيارة الضفة الغربية أثناء تلك الرحلة.
وفي تركيا انتقد الرئيس التركي عبد الله غل رد الفعل العالمي على الصراع في سوريا أمس وقال إنه يقتصر على الأقوال، مضيفا أن بلاده لم تتلق مساعدة تذكر لمواجهة تدفق الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين عليها.
ودعا غل الذي تحدث إلى الصحافيين في بلدة الريحانية الحدودية – حيث أسفر تفجير سيارتين ملغومتين عن مقتل أكثر من 50 شخصا في مطلع هذا الأسبوع – إلى الهدوء بعد الحادث الذي أثار احتجاجات مناهضة للحكومة ورد فعل عنيفا ضد اللاجئين السوريين في البلدة.
وإلى جانب استضافة نحو 400 ألف لاجئ سوري تدعم تركيا بشدة الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد لكن تفجيري الريحانية زادا المخاوف من امتداد الصراع الدائر بجارتها الجنوبية والذي دخل عامه الثالث إلى خارج الحدود. وقال غل للصحافيين في الريحانية إن مساهمة المجتمع الدولي في المساعدات المالية التي تقدمها تركيا لمن يمرون بمواقف صعبة مجرد مساهمة رمزية.
وأضاف: من البداية لم يستخدم المجتمع الدولي إلا الأقوال وادعاءات البطولة في تعامله مع المشكلة السورية. وتقول الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يمكن أن يقفز إلى مليون بحلول نهاية هذا العام.
وفي غضون ذلك أعلن أمس أن الولايات المتحدة قدمت مساعدة مالية بقيمة 32 مليون دولار إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة من أجل تأمين المساعدة الطارئة اللازمة لآلاف النازحين واللاجئين الوافدين من سوريا فضلا عن المجتمعات التي تستضيفهم في لبنان.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، في بيان صحافي أمس، إن هذه المساهمة تأتي «في حين تدعو الحاجة بشكل ملح إلى المزيد من الدعم في مجال الإيواء والمياه والصرف الصحي والدعم المجتمعي».
وأشار البيان إلى أنه «مع هذه الهبة، يرتفع إجمالي مساهمات الولايات المتحدة في الاستجابة للتصدي للأزمة السورية في لبنان إلى 88 مليون دولار أميركي منذ عام 2012».